10 الآفات والعفن
تتعرض المواد والمعروضات المصنوعة من مواد عضوية أثناء حفظها أو تخزينها في المتاحف والمكتبات ودور المحفوظات لهجوم الحشرات والكائنات الحية الدقيقة مماقد يتسبب بإتلافها وتدميرها.
تطرأ تغيرات لارجعة فيها على العناصر والمواد العضوية الموجودة في الطبيعة، كما تتعرض للتحلّل بسرعة بفعل العوامل الأحيائيّة واللاّأحيائيّة. لاتعتبر الأعمال الفنية والتحف المصنوعة من المواد العضوية استثناءً عن هذه القاعدة، ولهذا تكون المعروضات ذات الأصل العضوي في المتاحف عرضة لهجوم الكائنات الحية بشكل متكرّر. تبدأ الإصابة ببطء وبطريقة غير محسوسة في كثير من الأحيان بسبب الطبيعة الخفية للآفات. في حال توفر الظروف المناسبة، تنتشر الإصابة بشكلٍ سريع، ممّا يتسبّب بإلحاق أضرار جسيمة بالمعروضات.
يجب أن يكون الموظفون المعنيّون متيقظين دائماً ومداومين على المراقبة الروتينية للمنشأة، إذ تمكّن المراقبة من اكتشاف أي إصابة بسرعة واتخاذ إجراءات معالجتها ومنع انتشارها. لذلك يجب أن يكون لدى موظفي المتحف معرفة أساسية بعلم الأحياء المتخصص بالآفات ذات الصلة بالمتاحف، وأن يكونوا على دراية بأحدث الأبحاث حول أفضل السبل للوقاية من تفشي الإصابات ومعالجتها. يعدّ التحديد الدقيق للآفة الخطوة الأولى الأساسية للوقاية والعلاج بفعالية على المدى الطويل.
تتسبّب العمليات الإحيائية واللإحيائية في الطبيعة في حدوث تغييرات سريعة لا رجعة فيه، فضلاً عن تحلّل المواد العضوية. لاتعتبر الأعمال الفنية والتحف الثقافية المصنوعة من المواد العضوية إستثناءً عن هذه القاعدة، ولهذا تكون المعروضات ذات الأصل العضوي في المتاحف عرضة لهجوم الكائنات الحية بشكل متكرر. تبدأ الإصابة ببطء وبطريقة غير محسوسة في كثير من الأحيان بسبب الطبيعة الخفية للآفات. من الممكن حدوث انتشار سريع للإصابة وإلحاق أضرار جسيمة بالمعروضات في حالة وجود ظروف مناسبة. ينبغي أن يكون الموظفون المعنيّون متيقظين دائماً ومداومين على المراقبة الروتينية للمنشأة، إذ تمكّن المراقبة من اكتشاف أي إصابة بسرعة واتخاذ إجراءات معالجتها ومنع انتشارها. لذلك يجب أن يكون لدى موظفي المتحف معرفة أساسية بعلم الأحياء المتخصص بالآفات ذات الصلة بالمتاحف، وأن يكونوا على دراية بأحدث الأبحاث حول أفضل السبل للوقاية من تفشي الإصابات ومعالجتها. يعدّ التحديد الدقيق للآفة الخطوة.
I. المواد المعرضة لخطر الآفات
الخشب
الخشب هو مادة طبيعية مركبة من عناصر عدة. يحتوي الخشب من حيث التركيب الكيميائي على السكريات المتعددة (حوالي 70٪) واللجنين (حوالي 25٪). ومن الجدير ذكره أن نسبة السيللوز هي العظمى بين نسب السكريات الأخرى (50%).
تستهدف الآفات عادة مكونات معينة من الخشب. بعض أنواع الحشرات – على سبيل المثال – تتخصص بمهاجمة المواد التي توجد بكميات صغيرة فقط في العديد من الأخشاب ، مثل البروتينات أو النشاء.
يمكن للحشرات مهاجمة هذه المواد وهضمها بسهولة أكبر مقارنة بالسيللوز ذي البنية المعقدة الشبيهة بالشبكة، أو اللجنين الذي يحتوي على مجموعات الفينول مما يجعل هضمه صعباً. من المعروف أن عمر البروتينات قصير نسبياً، أي أنه يمكن تحويلها بسرعة أكبر، ممّا يجعلها هدفاً غير مرغوب للحشرات في الغالب وقد تميل للعزوف تماماً عن الأخشاب ذات المحتوى البروتيني العالي، و هذا ماتعتمده بعض طرق المكافحة الصديقة للبيئة. يمكن للفطريات (فطور العفن البني والأبيض) أن تحلّل المكونات الرئيسية للخشب، و تتغذى على مكوناتها الثانوية (العفن والفطريات التي تغير لون الخشب).من الجدير بالذكر أن أي هجوم بيولوجي من قبل الحشرات والفطريات والبكتيريا يتأثر بدرجة كبيرة بمحتوى الخشب من الرطوبة.
الورق
يتكون الورق في الغالب من عجينة السيللوز. تعتمد نسبة المكونات المهمة الأخرى الموجودة (مثل اللجنين، الهيمسيللوز، البكتين، الشموع، العفص، البروتينات والمعادن) على المواد الخام المستخدمة في الإنتاج. يتم استخلاص السيللوز من الخشب بإحدى طرق الهضم المختلفة، ثم يتم خلطه بالماء ليشكل عجينة، يتم تشكيلها وتجفيفها. يتم إنتاج أوراق عالية الجودة عن طريق إضافة الباريوم وكبريتات الكالسيوم وكذلك الصابون والكاولين والراتنج، بينما تحتوي الأوراق الأقل جودة على ما يصل إلى 90% من لب الخشب المطحون الذي يتسبب محتواه العالي من اللجنين في اصفرار لون الورق بمرور الوقت.
كلما زادت نسبة الشوائب في الورق، كلما كانت أكثر عرضة للهجوم من قبل الكائنات الحية. علاوةً على ذلك ، توفر الإضافات الورقية العضوية – مثل المواد اللاصقة الحيوانية والنباتية – مصدراً جيداً للمواد المغذية للكائنات الحية الضارة. نظراً لأن الورق يميل إلى امتصاص الرطوبة بسرعة، فإنه معرض بشكل خاص لهجوم الفطريات.
المنسوجات
يمكن أن تكون الألياف الطبيعية المستخدمة في صناعة المنسوجات من أصل حيواني أو نباتي أو معدني. وتشمل الألياف النباتية القطن والكتان والقنب والجوت وألياف سعف النخيل. يحدّد محتوى وطول السلاسل والبنية البلورية للسيللوز مدى مقاومة الألياف للهجوم من قبل الكائنات الحية الضارة. يزيد اللجنين والشمع من الثبات الحيوي في كل من الجوت، ثم القنب، ثم القطن، ثم الكتان (مع مراعاة الترتيب).
تنقسم الألياف الحيوانية إلى الصوف، الشعر (الناعم و الخشن)، والحرير. تتكون الألياف الحيوانية من البروتينات بشكل أساسي، لذلك فإنها يمكن أن تؤمن مصدراً غذائياً للكائنات الحية التي تتغذى على المواد العضوية من كائنات حية أخرى (الكائنات غيرية التغذية)، وذلك عن طريق هضم البروتينات بمساعدة أنزيمات خاصة.
نقصد بالصوف عموماً صوف الأغنام، والذي يتكون أساسًا من الكيراتين (البروتينات الليفية أو البروتينات الصلبة). تشمل الأنواع الأكثر نعومة من شعر الحيوانات صوف الأنجورا وشعر الإبل والموهير. تتعدد أنواع الشعر الخشنة، ولعلّ أبرز الأمثلة عليها شعر الماعز و شعر الخيل. أما الحرير فهو الألياف البروتينية الطبيعية التي تنتجها ديدان القز في الشرانق. تشتمل الألياف الحريرية على 70٪ إلى 80٪ من الفبروين (بروتين صلب شديد البلورية)، و حوالي 19٪ إلى 28٪ من السيريسين (بروتين قابل للذوبان في الماء)، مع العلم أن استبعاد بروتين السيريسين يزيد من المقاومة البيولوجية للحرير. تكون المنسوجات المصنوعة من ألياف البروتين معرضة لمخاطر الكائنات الضارة بشكل خاص إذا كانت في بيئة ملوثة و ظروف مناخية رطبة ودافئة. بشكل عام، كلما كانت المنسوجات محكمة الحبك، زادت مقاومتها الحيوية.
يمكن زيادة المقاومة الحيوية للألياف الطبيعية بتطبيق بعض التقنيات لتشطيب الأقمشة. على الرغم من أن الألياف الإصطناعية أقل حساسية بكثير، إلا أنها يمكن أن تتعرض للهجوم من قبل الحشرات والكائنات الحية الدقيقة.
الرّق (برشمان) والجلد وغيرها من المواد ذات الأصل الحيواني
يتكون الرّق من الكولاجين والكيراتين (البروتينات الصلبة) وكذلك الألبيومينات والغلوبيولينات (البروتينات الكروية). يتم الحصول عليها من جلود الحمير والخنازير والعجول غير المدبوغة. يعتمد استقرار الكولاجين في الرق على درجة الحرارة، والرطوبة، ودرجة الحموضة، ومستوى التعرض للأشعة فوق البنفسجية. يتحلل الكولاجين بفعل الإنزيمات اذا تم تخزين البرشمان في ظروف مناخية غير مناسبة (درجة حرارة أعلى من 22 درجة مئوية، ورطوبة تزيد عن 65٪).
يتكون الجلد بدوره أيضاً من الكولاجين، ويتم إنتاجه من جلود الحيوانات عن طريق الدباغة والعمليات التقنية الأخرى. للجلد هيكل ليفي يسهل اختراقه، ويسمح بتبادل الرطوبة، إذ يمكن أن يمتص مايعادل 28 ٪ من كتلته من بخار الماء ويعيد إطلاقه بشكل عكسي. نظراً لقدرة الجلد على اختزان الماء، تتعرض دوماً للإصابة بالعفن والفطريات.
تشكّل البروتينات الموجودة في الرّق والجلود (من الحيوانات الكبيرة و الصغيرة) والفراء مصادر تغذية لمجموعة متنوعة من أنواع الحشرات، مثل خنافس السجاد والصراصير. تهاجم الفطور والبكتيريا الحيوانات المحنطة والمومياوات بسرعة إذا كانت الظروف المناخية مواتية، كما يمكن أن تنتج أيضاً مواداً سمية و مسببة للحساسية تشكل خطراً على صحة البشر.
تتعرض الأصماغ (المواد اللاصقة) المصنوعة من الجلود والعظام والجلد ومخلفات الرّق و أعضاء بعض الأسماك بسهولة للعفن والهجوم من قبل العديد من أنواع الحشرات. يمكن أن يقلل تخريب البروتينات أو إضافة مبيدات حشرية هجوم الآفات بدرجة كبيرة. تهاجم الحشرات(مثل حشرة السمك الفضي) المواد الإثنوغرافية المصنوعة في الغالب من المواد النباتية بسبب محتواها من الكربوهيدرات.
البلاستيك (اللدائن)
تعتمد مقاومة البلاستيك لهجوم الحشرات والكائنات الدقيقة الضارة على تركيبه الكيميائي وهيكله وشكل جزيئاته (سلاسل أو متفرعة أو شبكية) وترتيبها (التركيب العشوائي أو الخطي أو شبه البلوري). تلعب كلٌّ من الإضافات والشوائب، وكذلك الصلابة وخصائص الأسطح (ناعمة، خشنة، مسامية) أدواراً مهمة في تحديد درجة المقاومة. يمكن أن تفقد المواد البلاستيكية التي كانت ثابتة حيوياً مقاومتها بمرور الوقت، وتصبح أقل استقراراً بسبب بفعل الأكسدة الضؤئية التي تؤدي إلى تغيير بنيتها (تقصير السلاسل). تكون المواد البلاستيكية المصنوعة من مواد طبيعية أقل استقراراً وثباتاً حيوياً عموماً من المواد البلاستيكية المصنوعة من مواد صناعية بالكامل.
المقاومة الحيوية للمواد البلاستيكية والراتنجات الصناعية (متوفر باللغة الألمانية)
II. الآفات
الآفات الحيوانية
تُعدّ الحشرات أهم الآفات الحيوانية المنتشرة في المتاحف والمكتبات ودور المحفوظات. تعتبر الآفات الحيوانية الأخرى مثل الفئران والجرذان والطيور استثناءً، ولن يتم التطرق إليها في هذا الفصل.
تشكل الحشرات تهديداً رئيسياً للمواد والمقتنيات في المؤسسات الثقافية، ولعلّ أهمها حشرات الخنافس (غمديات الأجنحة)، و السوس العث (السوسيات الفراشية أو الحنطبيات) و السمك الفضي (ذوات الذنب الشعري). تشمل الآفات الشائعة الأخرى النمل والصراصير وعث الغبار والقمل والبراغيث والقراد. ينتقل النمل الأبيض والحشرات الأخرى الموجودة في المناطق المدارية أو المناطق شبه الاستوائية مع المواد والمقتنيات المنقولة من تلك المناطق (المواد الإثنوغرافية على سبيل المثال).
تُعتبر الظروف البيئية المناسبة (درجة الحرارة والرطوبة ومحتوى الرطوبة في المواد) بالإضافة إلى وفرة المواد الغذائية، العوامل الرئيسية لنمو الحشرات، وخاصة في مرحلة اليرقات. تلعب درجة الحرارة دوراً مهما لنمو الحشرات، حيث تتراوح درجة الحرارة المثالية بين 20 و 30 درجة مئوية. من الممكن تحديد درجات الحرارة – الدنيا والقصوى – التي تتوقف عندها عملية الإستقلاب وتثبط نشاط الحشرات على مختلف أنواعها. تتنوع درجات الحرارة اللازمة للقضاء عليها ولكنها ينبغي أن تكون أقل (دون -20 درجة مئوية) أو أعلى (فوق + 45 درجة مئوية) بكثير. إلى جانب معدل نمو اليرقات، يعتمد نشاط الحشرات البالغة أيضاً على درجة حرارة المحيط، إذ يزيد نشاط الحشرات طرداً مع ارتفاع درجة الحرارة (ضمن حدود معينة).
تحمل الحشرات الظروف الجوية المتقلبة، ولديها قدرة خاصة على التأقلم مع محتوى الهواء والمواد من الرطوبة. تفضل بعض الآفات الحشرية مثل حشرة السمك الفضي رطوبة عالية تتراوح من 80٪ إلى 90٪. تفضل معظم أنواع الحشرات عموماً درجة رطوبة تتراوح بين 60٪ إلى 80٪. لا تتطلب الحشرات التي تعتاش على الخشب (ناخرات الأخشاب) سوى نسبة رطوبة تتراوح من 7٪ إلى 8٪ في الخشب لنموها وتكاثرها، ويمكنها الحصول على هذه النسبة إذا كان هواء المحيط يحتوي على رطوبة نسبية بحدود 30٪.
تميل الآفات الحشرية إلى العيش (أثناء مرحلة الطيران) في النوافذ وعتبات النوافذ وكذلك زوايا الغرف المظلمة ، والشقوق في الجدران الجصية والأرض. لدراسة الحشرات وفرزها، يجب جمع الحشرات الميتة أو المشكوك بأنها حية بواسطة ملاقط وتخزينها في عبوات مغلقة بسدادة بلاستيكية بها فتحات صغيرة للتهوية. ينبغي دائماً الإحتفاظ بالآفات الحية في عبوات منفصلة تفادياً لمخاطر الإفتراس. يمكن لبعض الخنافس أن “تدعي الموت”! لكن بمساعدة عدسة مكبرة أو مجهر ضوئي، وبالإستعانة بمراجع تعريفية (كتاب 3Weidner 199 على سبيل المثال) وعينات المقارنة، يمكن لغير المتخصصين تصنيف الحشرات حسب أنواعها. يمكن لأخصائي الحشرات الخبير من إزالة الشكوك والتأكيد على صحة التصنيف.
تعد مصائد الفيرومون مفيدة جدًا للعثور على آفات الحشرات (Binker 1996، متوفر في قاعدة البيانات). توجد مثل هذه المصائد خصيصاً لبعض أنواع الخنافس (الغفريات)، على سبيل المثال سوسة الخشب (Anobium punctatum) ، خنفساء الخبز (Stegobium paniceum) وخنفساء التبغ (Lasioderma serricorne). يقتصر تأثير المصائد الفرمونية على الخنافس البالغة القادرة على الطيران، وتكون فعالة في مدىً أقصاه خمسة أمتار. علاوةً على ذلك، تتوفر أيضاً المصائد للعث الطائر والزاحف ، ويتراوح مدى تأثيرها من مترين إلى عشرة أمتار، وكذلك الأمر بالنسبة للصراصير غير القادرة على الطيران (مدى الفعالية 1.5 متر). كما يمكن أيضًا تحديد وجود أنواع معينة من خنافس الجلد بهذه الطريقة. من عيوب مصائد الفيرمون محدودية مدة الفعالية، حيث تتراوح بين 2 إلى 12 أسبوعاً كحد أقصى. من الممكن الحدّ من الضرر و التلف الذي يلحق بالمكان بسبب الحشرات إذا تم نصب المصائد في الأماكن المناسبة عن طريق التحديد الدقيق لمكان الإصابة.
تُصدر يرقات الخنافس والنمل الأبيض القارض للخشب ضوضاء وأصواتاً أثناء التغذية والحركة، يمكن بالتالي التقاطها وتضخيمها باستخدام أجهزة قياس خاصة، مثل جهاز اللاقط الصوتي (AE). وبهذه الطريقة، يمكن اكتشاف وجود النمل الأبيض في الأخشاب الجافة بكل دقة. يمكن بالإستعانة بالأشعة السينية (قبل وبعد المكافحة) من تحديد مدى نجاح عملية مكافحة الآفات.
توجد العديد من الطرق لمكافحة انتشار الآفات.
تعدّ طرق المكافحة الفيزيائية أكثر ملائمة وأماناً من الطرق الكيميائية (التي يتم رشها) وأقل ضرراً وسُميّة وصديقة للبيئة. عند رشّ المواد الكيميائية السائلة، فان بعض مكوناتها ستظل عالقة على العناصر التي تم معالجتها لفترة طويلة، وغالباً ما تتسبب في حدوث تغييرات غير مرغوب بها. بينما لاتترك الطرق الفيزيائية أي مخلفات أو أي مشاكل فيما يختص بتوافق المادة الحافظة والمادة الأصلية. رغم ذلك – وعلى عكس العديد من مبيدات الآفات الكيميائية السائلة – فإن المكافحة الفيزيائية لا توفر أي حماية وقائية. يمكن أن تؤدي المكافحة أيضاً إلى تغييرات مادية للعناصر التي تمت معالجتها بدرجة أكبر أو أقل، ولذلك يكون من الضروري التحقق من التحمل الحراري للمواد المختلفة وكذلك درجات الحرارة القاتلة لمختلف أنواع الحشرات في مراحل نموها المختلفة قبل استخدام التبريد أو المعالجة الحرارية أو أفران الميكروويف أو أشعة جاما.
يجب استخدام مواد المكافحة الكيميائية فقط إذا تم استبعاد جميع خيارات المكافحة الأخرى. تأكد أيضاً من إحتواء المواد الكيميائية لمكافحة الآفات على مبيدات آفات طبيعية قابلة للتحلل في أسرع وقت ممكن.
الآفات الفطرية
لم يتمّ تعريف مصطلح “العفن” بوضوح حتى الآن، ولكنه يشير في المقام الأول إلى أشكال بدائية من الفطريات (الفطريات الزقية والفطريات الناقصة أو شبه الفطريات). تنتمي إلى هذه المجموعة الفطريات الملونة للخشب، وكذلك أجناس أخرى مثل الفطريات الرشاشية والبنيسيليوم والطوقيات البوغية و المغزلاوية. يمكن أن ينتشر أيضاً العفن الأبيض والعفن الناعم، والعفن الأزرق التي تهاجم الخشب في المنشآت الثقافية، وتنتشر عدوى العفن في المجموعات الفنية.
يعتمد نمو الفطريات إلى حدٍّ كبير على الظروف البيئية وتوافر المواد الغذائية. تلعب الرطوبة النسبية (ٌRH) على وجه الخصوص ، دورًا مهمًا. يمكن أن تظل الأبواغ في كل مكان كامنة لعدة سنوات خلال فترات الجفاف الشديد، لكنها ستبدأ في الإنبات والنمو مرة أخرى إذا ماارتفعت الرطوبة النسبية. تشكل الأبواغ تهديداً للمقتنيات التي تزيد فيها الرطوبة النسبية 65%. ومن غير المحتمل أن يتفشي العفن إذا كانت الرطوبة النسبية أقل من 55٪. يمكن لفطر الميسيليوم (خيوط فطرية غير مرئية) سحب المياه من مسافات بعيدة (مثل العفن الذي يسبب نخر الخشب). يُعدّ وجود الماء كمذيب ووسط ناقل شرطاً أساسياً لتحلل للمواد الغذائية بوساطة الأنزيمات.
يتأثر النمو الفطري بدرجة كبيرة أيضاً بدرجات الحرارة. تنمو معظم أنواع الفطريات في درجات حرارة تتراوح بين 5 و 40 درجة مئوية. أما درجات الحرارة المثالية فتتراوح بين 15 و 40 درجة مئوية.
يبدو أن الضوء غير مهم للتطور الخضري للفطريات، إذ يمكن للخيوط الفطرية أن تنمو في الظلام، ويتأثر تشكيل الأبواغ فقط بالضوء.
يمكن الخلط أحياناً بين أعراض الإصابة بالعفن وبعض البثور وذرات الغبار البيضاء أو الرمادية على المعروضات ومحتويات المنشأة. إذ يمكن أن تظهر هذه الأعراض نتيجة رش المبيدات الحيوية الفلورية (مثل DDT)، وغبار المعادن القلوية الترابية وأملاح الرصاص والأحماض المشبعة (الصابون) وكذلك الأملاح. يمكن التحقق من الفروق وتمييز الأبواغ من ذرات الغبار عن طريق الفحص المجهري وإجراء الإختبارات الكيميائية البسيطة.
تتوفر مجموعة من طرق الكشف التي يمكنها تحديد الإصابة بالعفن. لا يكفي في معظم الحالات تحديد جنس فطر العفن، لأن الأنواع داخل الجنس يمكن أن تختلف اختلافاً كبيراً فيما يتعلق بالضرر الذي تسببه للمواد والمعروضات والمخاطر الصحية التي تشكلها على البشر. من المهم أيضاً التمييز بين الخلايا الحية والخلايا الميتة وتحديد ما إذا كانت الأبواغ حية وقادرة على الإنبات.
على الرغم من أن الفطريات كائنات هوائية وتحتاج إلى أكسجين الهواء لتنفسها، إلا أنها قد تتحمل نقصاً في الأكسجين لفترات زمنية طويلة. لذلك تعتير السيطرة عليها (عن طريق تعديل الظروف المناخية الخاضعة للرقابة) أمراً بالغ الصعوبة وبالكاد يكون ممكناً. يمكن القضاء على الأبواغ فقط عند تعريضها لحرارة تزيد عن 80 درجة مئوية لفترة زمنية طويلة.
يمكن لأشعة جاما أن تدمر الخلايا والخيوط الفطرية والأبواغ وكذلك البكتيريا. تُعدّ هذه الطريقة مناسبة لمعالجة الكتب والأشياء الأصغر المصنوعة من الخشب أو الجلود، وكذلك المومياوات المصابة بالعفونة أو البكتيريا. العيب في هذه الطريقة هو مخاطر النقل، إذ ينبغي نقل المواد والمقتنيات المصابة إلى مراطز المعالجة بالإشعاع، كما أن هدا العلاج لا يوفر أي حماية وقائية.
يمكن تطهير الأجسام المصابة بالعفن باستخدام الإيثانول أو كحول الأيزوبروبيل (تركيز70٪). قبل اللجوء إلى الوسائل المضادة للميكروبات، من الضروري التحقق من أن المواد المراد معالجتها يمكنها تحمل الكحول، ولن تتحلل أو تذوب بفعل الكحول. بشكل عام ، ينبغي اللجوء إلى استخدام مبيدات الفطريات ومبيدات الجراثيم فقط إذا أثبتت جميع الطرق الأخرى عدم جدواها، ولم تنجح في القضاء على الآفات بسبب ظروف معينة.
تفادياً لتفشي الإصابة بالحشرات والعفن ينبغي اتخاذ التدابير الوقائية، والتي تشمل التدابير الهيكلية، والصيانة، والمراقبة المنتظمة، وتنظيف التحف وقاعات العرض (يرجى مراجعة الإجراءات الموصى بها في استبيان هذا الفصل للحصول على مزيد من المعلومات).