هناك عدة دوافع للتخريب، ولاسيّما الدوافع السياسية أو الدينية أو الجنسية أو الشخصية (الناتجة عن مشاكل الكراهية، والعبادة، والجنس، وما إلى ذلك). لذلك ينبغي تقييم محتوى وطبيعة المعرض، والمواضيع التي يطرحها، ومدى كونها مستفزة أو تشكل حافزاً لإثارة المشاعر العدائية، والتي تمهّد للأعمال التخريبية.

هناك عدة دوافع للتخريب، ولاسيّما الدوافع السياسية أو الدينية أو الجنسية أو الشخصية (الناتجة عن مشاكل الكراهية، والعبادة، والجنس، وما إلى ذلك). لذلك ينبغي تقييم محتوى وطبيعة المعرض، والمواضيع التي يطرحها، ومدى كونها مستفزة أو تشكل حافزاً لإثارة المشاعر العدائية، والتي تمهّد للأعمال التخريبية.

ينبغي حماية المعروضات الهشة والقيّمة والتي لا يمكن تعويضها عن طريق عرضها في خزائن العرض المخصصة أو خلف الحواجز/الزجاج الواقي، حتى لو لم تكن هذه المعروضات مهددة و معرضة لخطر أعمال التخريب لأسباب سياسية أو دينية أوغيرها. يمكن للقائمين على شؤون السلامة والأمان في المنشأة اتخاذ التدابير للحماية من مخاطر التخريب على أنها أيضاً تدابير ضد السرقة، والعكس صحيح.

"من الضروري التحقق باستمرار من فعالية الإجراءات والتدابير التقنية المتبعة لمنع أعمال التخريب قدر الإمكان، وحماية الممتلكات الثقافية. يمكن تطبيق هذه التدابير بشكل فردي (كل تدبير على حدة) أو مجتمعة، ولعلّ أهمها:
- تثبيت الحواجز (مثل الحبال أو القضبان) لمنع الزوار من التماس المباشر مع المعروضات والممتلكات المراد حمايتها
- المراقبة الإلكترونية للحواجز، بغرض إطلاق الإنذار عند لمسها أو خرقها.
- المراقبة الإلكترونية المباشرة للمعروضات لرصد أي شخص يلمسها أو يقترب منها عن كثب.
- ينبغي عرض التحف والأعمال القيمة في واجهات العرض المخصصة أو خلف الحواجز/الزجاج الواقي، (مع مراعاة تغليف الزجاج بفيلم مقاوم للكسر، وربط الواجهة بنظام الإنذار، يرجى مراجعة مقدمة فصل السرقة).
- مراقبة قاعة العرض والمعروضات بالفيديو، وكذلك المنطقة المجاورة لقاعة العرض.
- مراقبة البهو (مدخل المبنى) بالفيديو، وكذلك توزيع كاميرات فيديو في أماكن متفرقة قد يرتادها الزوار ضمن جولاتهم في المنشأة، وذلك بهدف رصد أي تصرف مثير للريبة."

من الضروري أن تعتمد المنشأة الثقافية لوائح وتدابير تنظيمية (إلى جانب التدابير التقنية) للحيلولة دون حدوث أيّ عمل تخريبي. وتشمل هذه التدابير على وجه الخصوص: - إعداد ونشر اللوائح الناظمة للزيارة والتي تحدد الإجراءات والسلوكيات غير المسموح بها داخل المنشأة، والتي يمكن بموجبها استبعاد أيٍّ من الزوار الذين يخالفون القواعد المنصوص عليها في هذه اللوائح. - وضع قانون مفصّل للعمل والخدمة لموظفي الرقابة وأمناء الصندوق وغيرهم من موظفي المنشأة، يتناول تنظيم التزاماتهم وواجباتهم، وكل ما يتعلق بمنع أعمال التخريب. - وضع قواعد واضحة للتعامل مع الزوار(أفراداً ومجموعات)، وكذلك الإطار التنظيمي لمرافقة فصول المدارس ومجموعات الشباب الذين يتوافدون إلى المنشأة. - وضع قواعد رقابية لرصد قاعات العرض والمرافق، وخصوصاً تلك التي تم إدراجها في قائمة الأماكن الأكثر عرضة لخطر التخريب (بناءً على تحليل المخاطر الخاص بالمنشأة).

لتكون قادراً على تجنب أعمال التخريب، من الضروري أولاً تحديد إمكانية حدوث أعمال التخريب والجناة المحتملين. يمكن أن توفر المعايير التالية مؤشرات أولية على فعل تخريبي محتمل: - تعليقات الزوار المزعجة والصاخبة عند دخول المعرض أو التهكم والتهجم بصوت عالٍ على موضوع ومحتوى المعارض أو المناسبات في المنشأة، - رفضهم ترك معاطفهم ومظلاتهم وحقائبهم في الأماكن المخصصة قبل الدخول إلى قاعة العرض، - ردود الفعل العدوانية وتجاهل تعليمات المشرفين، - المظاهر الخارجية للزوار المخالفة بوضوح لموضوع وفكرة المعرض (على سبيل المثال: حضور الأشخاص الذين يبين مظهرهم انتماءهم إلى النازيين الجدد معرضاً عن محرقة اليهود، أو مناسبة داعمةً للأجانب والمهاجرين في ألمانيا)، - زوار تحت تأثير الكحول، - المراهقون غير المنضبطين ضمن الزيارات المدرسية للمنشأة، - الزوار الذين تشير تعبيرات وجههم و / أو ملابسهم و / أو سلوكهم إلى معاناتهم من اضطراب في الشخصية.

ينبغي أن يستجيب الموظفون بسرعة عند حدوث أعمال التخريب، وأن يتعاملوا بحرص وبشكل متناسب مع الموقف لتجنب المزيد من التصعيد، ولابدّ من الالتزام بالقواعد السلوكية التالية: - حافظ على الهدوء والتزم بطمأنة موظفيك والزوار وشجعهم على الحفاظ على الهدوء أيضاً. - حاول منع الجاني من مواصلة فعله التخريبي، ولكن دون تعريض نفسك للخطر. - حاول أن تبعد الجاني عن مكان الفعل التخريبي. - في حالة إمكانية احتجاز الجاني، لابدّ من وضعه في مكان محايد مع حراسة مشددة من شخصين على الأقل. - إرسال إنذار على الفور للموظفين والمشرفين الآخرين في المنشأة، والاتصال بدائرة الشرطة. - اطلب من الزوار مغادرة مكان الفعل التخريبي. - اترك المقتنيات التي تم إتلافها دون المساس بها، وعدم إزالة أي آثار أو أدلة من المكان. - اتصل بالمتخصصين في مجال الترميم للتأمين على المقتنيات التي تم إتلافها، للقيام بكافة التدابير اللازمة لحفظها.

إن معظم أعمال التخريب التي يرتكبها الأطفال والمراهقون هي نتيجة للطيش أو التباهي أو عدم التفكير، لذلك من المفيد تثقيف الأطفال والمراهقين خلال الفصول الدراسية ونشر التوعية بين أفراد المجموعات الشبابية قبل زيارة المنشآت الثقافية، وذلك للحيلولة دون حدوث أيّ عمل تخريبي، ويشترط إشراك المسؤولين والمعلمين وقادة المجموعات في حملات التثقيف والتوعية.

لاتقل مخاطر التخريب التي تهدّد الأعمال الفنية المعروضة خارج المنشأة عن تلك التي تلحق بالمعروضات القيّمة داخلها. يتعاظم الخطرعلى المعروضات خارج المنشأة لأنها أهداف سهلة الوصول بالنسبة للمخربين. فضلاً عن تخريب الأعمال الفنية المعروضة خارج المنشأة، قد يعمد المخربون إلى تشويه أسوار وجدران المنشأة الخارجية وذلك بالكتابة والرسم (الغرافيتي على سبيل المثال). إن اتباع بعض الخطوات والإجراءات البسيطة كافية وكفيلة بالوقاية من حدوث أعمال تخريبية خارج مبنى المنشأة، وأهمها: - الحرص على تدعيم استقرار وثبات الأسوار والحواجز، - التزام النظام والنظافة ضمن المنشأة والمنطقة المحيطة بها، - ضمان الإضاءة الكافية في المنشأة ومحيطها، والحرص على إضاءة كل النقاط المعتمة حتى في الجزء الخلفي من المبنى (لابأس باستخدام أجهزة الاستشعار بشكل مؤقت)، - الحرص على إغلاق حاويات القمامة والأوراق، وإبقاءها بمنأىً عن الأعمال الفنية أوالواجهات ذات النوافذ، - تخزين المواد القابلة للاحتراق والمواد القابلة للاشتعال أو المتفجرة (أسطوانات غاز البروبان) على مسافة كافية من المبنى أو الأعمال الفنية، - استخدام الطلاء المضاد للغرافيتي لحماية المعروضات والجدران الخارجية للمبنى.

يمكن أن تشكل البيئة المحيطة والجوار وماتحتويه من مراكز فعاليات خطراً على المنشآت والممتلكات الثقافية، أو في الأماكن التي يتجول فيها الأشخاص الذين يميلون إلى ارتكاب أعمال عنف خاصة تحت تأثير الكحول (أوكار المخدرات والنوادي الليلية وغيرها). كما يمكن أن نتوقع أعمال الشغب والعنف والتخريب بُعيد المناسبات المرتبطة بالفعاليات الرياضية (مباريات دوري كرة القدم)، والمظاهرات التي تنظمها الجماعات السياسية المتطرفة، وغيرها من الأحداث الكبرى التي تشارك فيها حشود كبيرة من الناس. قد تؤثر هذه أحداث العنف على منشأتك إذا كانت متاخمةً لمكان الحدث، أو واقعة على الطريق الذي يؤدي إلى أماكن التجمع أو قريباً من الأماكن ذات الدلالة والرمزية. لا تكون الأحداث موجهة بالضرورة لتخريب الأعمال الفنية أو مبنى المنشأة الثقافية بشكل مباشر، فقد يحدث الضرر دون قصد في أعقاب أعمال العنف، أوقد يتم الإتفاق عليه ضمنياً بين الأفراد.

تتعرّض الأعمال الفنية المعروضة في الأماكن العامة (التي يسهل لأي شخص الوصول إليها وفي أي وقت) لأخطار كبيرة بسبب أعمال التخريب. من الصعب الدفاع بفعالية عن المنشاة ضدّ الهجمات التخريبية، وفي واقع الأمر، لاتكفي إجراءات الدفاع غالباً لحماية المنشأة من الأضرار والخسائر. وعلى الرغم من قصور الإجراءات، فلابدّ من اتخاذ كافة الخطوات وتنفيذ التدابير التي تهدف إلى ردع المخربين، والحدّ من الضرر الناجم عن الفعل التخريبي، بالإضافة إلى تسجيل الحدث وتوثيقه بالفيديو. من المهم التذكير بضرورة مراعاة الأحكام والقوانين والحصول على التصاريح المطلوبة عند استخدام تقنية التوثيق بكاميرات الفيديو.

يمكن أن يساعد وجود الشرطة ومؤسسات أوشركات الخدمات الأمنية في المنطقة في رصد ومنع الهجمات المحتملة على المنشأة الثقافية أوالأعمال الفنية المعروضة في الأماكن العامة. يسهّل الحفاظ على الاتصال الوثيق مع هذه الجهات فرصة التنسيق والتعامل مع المواقف الصعبة والطارئة، بالإضافة إلى الحصول على معلومات حول التطورات أو الأحداث البارزة المقبلة. يمكن التعاقد أيضاً مع شركات خدمات الأمن لحراسة المنشأة والمعروضات بشكل مؤقت في المناسبات الخاصة أو لمدة عرض معينة.

يمكن أن يكون التوثيق مفيداً كإثبات على حصول الضرر المادي وبشكل خاص عند المطالبة بالتعويض أو إلزام المخربين بالإصلاح في سياق الإدانة الجنائية أو أي إجراءات قانونية مدنية. لن يتم منح التعويض إلا في حال تم توثيق عملية التخريب بشكل واضح، وفي حال القصوربتوثيق الأضرار، فقد لا يتم الاعتراف بحق المنشأة بالمطالبة بالتعويض لكون الأدلة ناقصة. تشكل هذه المادة التوثيقية أيضاً أساساً مهماً لإجراء تحليل وتقييم المخاطر المستقبلية في منشأتك.

يُعدّ التخريب والتدمير جريمة جنائية تستوجب المحاكمة، كما تعتبر مقاضاة الجناة حقاً عامّاً. حتى إذا لم يتم التعرف على المخربين أو إلقاء القبض عليهم عند قيامهم بعمل تخريبي في منشأتك، فقد يتم التعرف عليهم فيمابعد عند ارتكابهم جرائم أو أعمالاً تخريبية أخرى. كقاعدة عامة، لا يمكن إدانة الجناة ومطالباتهم بالتعويض عن الضرر إن لم يتم إبلاغ الشرطة عن العمل التخريبي مدعوماً بالأدلة ليتم متابعتها من قبل الشرطة المختصة أو المحاكم أصولاً. قد تمتنع شركات التأمين عن دفع المستحقات إن لم يتم الإبلاغ عن الفعل التخريبي. أخيراً وليس آخراً، يساهم الإبلاغ عن أفعال التخريب ونشرالإدانات والأحكام والعقوبات في ردع المخربين ومنع ارتكاب المزيد من أعمال التخريب.